ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا

نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل ِ
ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا

نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل ِ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المدرّس شهيد عبد الكريم عبدالله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملتقى ديفوس .. حيث تقرع الكؤوس وتدور الرؤوس!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ranasamaha




عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 30/09/2012

ملتقى ديفوس .. حيث تقرع الكؤوس وتدور الرؤوس! Empty
مُساهمةموضوع: ملتقى ديفوس .. حيث تقرع الكؤوس وتدور الرؤوس!   ملتقى ديفوس .. حيث تقرع الكؤوس وتدور الرؤوس! Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 05, 2013 1:53 am










[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



انفض السامر وعاد رجال المال
والأعمال والسادة والقادة إلى ديارهم؛ فماذا يقول هؤلاء عندما تدرج
طائراتهم الخاصة على الممرات في طريق عودتهم إلى واقع شعوبهم الثائرة
ومؤسساتهم الخاسرة؟
كل عام ينادي العجوز "كلاوس شواب" صاحب "ديفوس"، فيهرع قادة العالم إلى
"سويسرا" ليحددوا مستقبل العالم! يلبي النداء أكثر من ألفي شخص مهم،
يهدرون عشرين ألف ساعة وهم يتكلمون في القاعات الدافئة، ولا أحد يسمع!
يصرف العالم كل عام أكثر من مليار دولار لحضور "ديفوس". والمفارقة هي أن
هؤلاء يذهبون إلى أغنى دولة في العالم، ليحلوا مشاكل أفقر دول العالم.

تخيل أحد "الديفوسيين" المعتقين وهو يمسك بيده اليمنى كأسًا معتقًا يزيد
ثمنه عن ألف دولار، وفي اليسرى سيجارًا كوبيًا فاخرًا أهداه إياه أحد قادة
"المافيا". ها هو يهز رأسه متظاهرًا بالإنصات، وهو يحدق في رجل لا يعرفه،
لكنه يرتدي بزة سوداء من "جيفنشي" وساعة "رولكس" نادرة اشتراها بأموال
شعبه، أو أخذها رشوة من رجل أعمال مرر له صفقة، وها هو الآن يتحدث عن
العدالة وينظر حول الفقر، ويجترح حلولاً لأزمات العالم الأخلاقية
والاقتصادية.

ليس هناك منطق يقضي بحضور المنتدى الاقتصادي العالمي في "ديفوس" كل شتاء
سوى أن تذهب إلى ذلك المكان البارد لتسخن رأسك، وتشرب حتى الثمالة، وتنسى
هموم أمتك وشركتك وتتناسى مصادر ثروتك، وتغرق في الحفلات والدعوات المجانية
التي تنظمها شركات العلاقات العامة، لصالح كبار الموردين، الذي يغوون صغار
السياسيين وكبار الفاسدين! ولكن هذا العام ألغيت حفلة "جوجل" التقليدية
التي كانوا يشربون فيها بالمجان. وانتشرت الأخبار عن إدانة مئات الطلاب من
جامعة "هارفارد" بالغش في الامتحانات. في حين كانت واحدة من ورش العمل
تتناول ظاهرة نقل جامعات العالم الراقية إلى العالم الثالث لتساهم في
التنمية. فها هي جامعات "أمريكا" الصديقة و"بريطانيا" العريقة تحط الرحال
في "الهند" و"الصين" ودول الخليج؛ وأحد منظري "ديفوس" عن تطوير التعليم
يتكلم، ولا أحد يسمع أو يتعلم.

لكي تتخيل ما "يدفس" هناك كل عام، تصور أن زلزالاً ضرب جبال "الألب"
السويسرية في أثناء الملتقى، وفاضت مياه نهر "لاندفاسر". سيموت هناك ألف
رجل أعمال يملكون 80% من ثروات العالم، و400 وزير، و50 رئيسًا وأميرًا،
و999 صحفيًا و199 سفيرًا، على أقل تقدير. ستدمر 100 طائرة خاصة، و3000
سيارة ليموزين، وتلغى 200 ورشة عمل، و 50 عشاء عمل، و20 حفلة كوكتيل،
وسيصاب خمسة آلاف حارس شخصي، وعشرة آلاف رجل أمن. ولن يخسر العالم شيئًا.

منذ عقدين وملتقى "ديفوس" يقام بانتظام، ولا يحل السلام. وبعد 15 عامًا
من "ديفوس" الأول، أفلس العالم. الحديث عن المخاطر، ومشكلات المناخ،
والحرية، واقتصادات الدول العشرين الكبار، وفقراء المائتين الصغار، ولم يعد
الملتقى بالخير على أحد. الربيع العربي ما زال يتربع على قبور الموتى
وصدور الجرحى. والحروب تمتد من "آسيا" إلى "أفريقيا"، وثروات الشمال تزداد،
وأزمات الجنوب تشتد، وأصحاب "ديفوس" ينظرون في الصباح، وفي المساء
يحتفلون، لا يفهمون ما يقال، ولا يعقلون ما يقولون.

لماذا "ديفوس"؟ ماذا يحدث عندما يعود "الديفسيون" إلى مكاتبهم ويراجعون
مذكراتهم؟ هل تتغير قراراتهم؟ هل يحل "كلاوس شواب" مشكلاتهم؟ هل من العدل
مناقشة مشكلات الفقر والمناخ والبطالة والتعليم والإرهاب والفساد كل عام،
في نفس المكان، وفي نفس التوقيت، من قبل نفس المتحدثين مع نفس المشاركين؟!
ماذا لو تحول "ديفوس" إلى مؤتمر للفلاسفة والمحللين النفسيين وممارسي
اليوجا والشعراء والروائيين؟ لماذا لا يأتون بحكيم هندي وجريح سوري ولاجئ
فلسطيني ومشرد صومالي وعامل صيني وثائر مصري وعاطل أردني ومعتقل إيراني
ليتحدثوا عن معاناتهم وتطلعاتهم؟ هل هي سياسة أم نجاسة أم نخاسة، وهل هو
اقتصاد أم فساد، وهل هي إدارة أم تجارة أن يلتقي كل عام؛ نفس السفراء بنفس
الوزراء، وذات الأغنياء بذات الرؤساء، وأشهر الإعلاميين بأفشل السياسيين؟

في أحد استطلاعات الرأي حول "ديفوس" تبين أن 85% من الناس لا يثقون برجال
الأعمال والسياسة، وأن 80% ممن يحضرون "ديفوس" يتم إقصاؤهم من مناصبهم
ومراكزهم قبل تقاعدهم! فهل يمكنك أن تثق بملتقى اقتصادي عالمي لا يستحق
الثقة بمن يتحدثون له ويشاركون فيه سوى 15%؟ لقد صدق "برنارد شو" حين قال:
"تكمن مأساة العالم في أن السلطة تقع غالبًا في أيدي العاجزين."


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


نسيم الصمادي



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملتقى ديفوس .. حيث تقرع الكؤوس وتدور الرؤوس!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المكتبة المدرسية-
انتقل الى: